وقف فلسطين والواجب نحو القضية

وقف فلسطين والواجب نحو القضية

القضية الفلسطينية كانت ولا زالت هي قضية العرب والمسلمين الأولى، فلا تعدلها قضية، ولا يسبقها هم أكبر من هم أن تتحرر جميع مقدسات المسلمين من هذا الكيان الغاصب.

ولا يستطيع مسلم أو عربي مهما كان أن يدير ظهره تجاه ما يحدث على أرض فلسطين، التي أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم، وأن أهلها في رباط إلى يوم القيامة.

فقد عرف هؤلاء طريقهم، ورضوا بأن يكونوا في رباط ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس، يدافعون عن حرمته، ويقفون بأجسادهم أمام هذا المحتل.

ولكن وسط كل هذا يجب على كل إنسان حر، يؤمن بهذه القضية أن يكون إلى جانبهم ينصر قضيتهم، ويكون عوناً لهم.

ولعل سائلاً يسأل، ماذا عساي أن أفعل، ولو استطعت أن أكون معهم لفعلت، ولكن في الحقيقة هم قد كفوك هذا الأمر، وهم يواجهون عدوهم بكل بسالة، ولكن عليك دوراً لا بد أن تؤديه.

ماذا أفعل للقضية الفلسطينية؟

لا يمكن أن يكون دورك تجاه قضية فلسطين، هو متابعة الأخبار والتكبير وقت البيانات والانتصارات، هو أمر جيد بكل تأكيد، ولا يستطيع أحد أن يقلل من الاهتمام بأمر المسلمين.

ولكن هناك أدوار أخرى يمكن أن تؤديها تجاه هذه القضية، ومن هذه الأدوار ما يلي:

مقاطعة بضائع الاحتلال وأعوانه

المقاطعة هي سلاح اقتصادي فعال، يمكنه أن يكبد هذه الشركات خسائر فادحة، وقد حدث هذا الأمر في الآونة الأخيرة، وبدأت هذه الشركات تتكبد الخسارة تلو الأخرى.

وبدأت هذه الشركات تعلم أن لشعب فلسطين أهل وعشيرة، يساندونهم ويغضبون لغضبهم، وهذا ماحدث، ولكن الشعب الفلسطيني ينتظر من إخوانهم الكثير من الكثير.

والأهم من المقاطعة هو الاستمرار فيها، فهذه الدماء التي سالت من إخواننا لا تسقط بالتقادم، ولا يثنينا عنها انتهاء حرب أو توقف قصف، فما حدث قد حدث، واستمرارية المقاطعة هو القرار الأهم في هذه المعركة.

الدعاء

الدعاء يرد القدر، فلا تستهن بالدعاء، فلعل دعوة مسلم صادقة ترفع عن إخواننا في فلسطين هذا البلاء العظيم، ولا تقل أن أعصي الله، فلا يعلم صدق العبد إلا الله، ولعلك من الصادقين، فلا تبخل بالدعاء لهم، والتبتل إلى الله في كل ركعة أن يرفع عنهم البلاء والغم، وبطش المجرمين.

التبرع

من منا لم تكثر ذنوبه، فلا يوجد أحد منها قد عصمه الله سبحانه وتعالى من الخطأ، ولكن الأهم هو الاعتراف بالذنب، ألم تسمع قول الله تعالى،”وآخرُون اعترفوا بِذنوبهم خلطوا عملاً صالحاً وآخرَ سيئاً عسى اللهُ أن يتوب عليهم إن الله غَفُورٌ رحيم”.

ولكن عند التبرع لا بد من اتخاذ القرار الصحيح للتبرع، والوصول إلى أفضل الأماكن التي يمكن أن تتبرع فيها، حتى تحصل الأجر كاملاً.

فالصدقة جزاؤها لن يضيع ما دامت النية صادقة، فسيتقبلها الله عز وجل، مهما كانت صغيرة أو كبيرة.

فمثلاً إذا خرجت من منزلك في الصباح، ووجدت من يمد يده للسؤال، فمددت يدك في جيبك وأخرجت له من مال الله، فجزاءك عند الله ما دامت نيتك قد خلصت لله أن هذا العمل لله.

ولكن في المقابل أراد شخصاً إخراج صدقة، فتحرى وبحث، وأخذ يسأل ويسأل، حتى وصل إلى أهل بيت لا يبدو من حالهم أنهم فقراء، تستروا في ملابس تبدو للجاهل بحالهم أنهم أغنياء، “ألم تسمع قول الله تعالى، “يحسبهم الجاهل أغنياء من التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بسيماهم لا يسألون النَّاسَ إلحافا”.

فعليك هنا أن تسأل نفسك، أياً منهم ثوابه أكبر عند الله سبحانه وتعالى، بالتأكيد من تحرى أن يرسل الحق من مال الله إلى أصحابه.

وقف فلسطين

رؤية مؤسسة وقف فلسطين تختلف عن أي منظمة تعني بأمر الشعب الفلسطيني، فالحقيقة أن الأمر هنا يختلف من خلال فهم القائمين على هذه المؤسسة لشؤون الشعب الفلسطيني، فقد عنيت هذه المؤسسة بالاهتمام بالفرد الفلسطيني وتأهيله من كل النواحي الحياتية، لتكون عوناً له ضد المحتل.

حيث تسعى مؤسسة وقف فلسطين لمد جسور الأمل بإنشاء ورعاية مشروعات وقفية متنوعة لخدمة فلسطين، تعمل على فتح استثمارات متنوعة للوصول إلى الديمومة في دعم مشاريعها التي تنفذ في فلسطين.

وتم ترخيص المؤسسة جمعية وقف خيري بشكل رسمي عام 2016 م، ومن وقتها وهي متخصصة بتنفيذ المشاريع الوقفية التي تنضم تحت مجالات: الأوقاف التعليمية والأوقاف الصحية والأوقاف الإغاثية والأوقاف الاجتماعية.

مميزات التطوع في وقف فلسطين

التطوع في وقف فلسطين يتميز بالعديد من الأمور التي تجعلك أنت من تبحث عن التطوع مع هذا الوقف.

هذه بعض المميزات الرئيسية للتطوع في الأعمال الخيرية، والتي قد تشجعك على المساهمة بوقتك وجهودك في هذا المجال، ومن أهمها ما يلي:

المشاركة في صنع التغيير

التطوع في الأعمال الخيرية يمنحك الشعور بالفخر والرضا لأنك تكون جزءًا من الجهود المبذولة لتحسين حياة الآخرين وتحقيق التغيير الإيجابي في المجتمع.

اكتساب مهارات جديدة

من خلال التطوع، ستتمكن من اكتساب مهارات عملية وقابلة للنقل كالعمل الجماعي والقيادة والتنظيم وغيرها، والتي ستفيدك في مسيرتك المهنية.

التواصل الاجتماعي والتعارف

يُتيح لك التطوع فرصة للتعرف على أشخاص جدد من خلفيات مختلفة وبناء شبكة علاقات اجتماعية جديدة.

الرضا والسعادة الشخصية

المساهمة في مساعدة الآخرين وتحسين حياتهم تُدخل السرور والرضا على نفسك وتشعرك بالغرض والهدف.

التجربة والخبرة

التطوع يُوفر لك فرصة للتجربة والتعلم في مجالات مختلفة قد تكون مفيدة مستقبلاً سواء في حياتك العملية أو الشخصية.

الفوائد الصحية

الأبحاث تُشير إلى أن التطوع له فوائد صحية مثل انخفاض مستويات التوتر والاكتئاب وتحسن الصحة البدنية والنفسية.

زيادة الوعي والحساسية المجتمعية

من خلال التطوع، ستتعرف على قضايا وتحديات المجتمع بشكل أعمق، مما يزيد من وعيك ومسؤوليتك تجاه المحتاجين.

التأثير على الآخرين

عندما تشارك في الأعمال الخيرية، فأنت تلهم الآخرين وتشجعهم على المساهمة أيضًا، ما يؤدي إلى تأثير متضاعف.

تحسين السيرة الذاتية

إدراج التطوع في السيرة الذاتية يُظهر صفات إيجابية كالمسؤولية والالتزام والرغبة في المساعدة، مما يُعزز فرصك الوظيفية.

الترقي والتقدم المهني

التطوع قد يُتيح فرصًا للترقي أو الانضمام إلى منظمة خيرية بدوام كامل في المستقبل.

الامتيازات والحوافز

بعض المنظمات الخيرية تُقدم امتيازات وحوافز للمتطوعين كالخصومات أو المزايا الضريبية.

تطوير الشخصية

التطوع يُساعد في تنمية السمات الشخصية الإيجابية كالتعاطف والصبر والصدق والالتزام.

المتعة والتحدي

التطوع في المجالات التي تهمك يُمكن أن يكون تجربة ممتعة ومثيرة للاهتمام تمنحك إحساسًا بالتحدي الإيجابي.

شارك المقالة:
×