تاريخ فلسطين حافل بالبطولات والتضحيات، منذ أن بدأ هذا العدو الغاصب في اختيار أرض فلسطين لتكون موطناً لهم، إلا أن أهل الأرض لما يفت هذا الأمر في عضدهم، واختاروا طريقاً أخر غير طريق التعايش مع المحتل، ليذيقوه ويلات ما اختار من أرض إسلامية وعربية.

وبدا هذا الأمر واضحاً يوم السابع من أكتوبر حين علم هذا الكيان الغاصب المحتل، أن لا مكان له في أرض هؤلاء الأبطال وأنه إلى زوال.

ومنذ اليوم الأول لهذه الحرب، اختار مستوطنوا هذا الكيان الخروج من الأرض إلى المطارات للانطلاق إلى دول أوروبا وأمريكا، والتي تمكنوا من الحصول فيها على جنسيات، استعداداً ليوم كهذا.

بينما اختار الفلسطينيون التشبث بأرضهم بالرغم مما حدث لهم من انتهاكات وقتل وتشريد، منذ وعد بلفور، ووصول سفن العصابات الصهيونية.

هل سينتصر الفلسطينييون؟

حقيقة نصر هذا الشعب هي حقيقة قرآنية تحدث عنها القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.

فالنصر آت لا محالة، سواء رأيته بعينك أم لم تره، وسواء حدث في هذا الجيل أم في الأجيال القادمة.

ولكنها في النهاية هي معركة، وجولة من الجولات، كان النصر فيها للمقاومة، أياً كانت النتائج، ففي بضع ساعات لم يعلن الكيان المحتل كيف تم تجاوز حدوده المحصنة، كيف توقفت منظوماته الدفاعية.

وكيف حدث كل هذا في وقت قصير للغاية، ولكنها إرادة الله الذي إذا أراد للشئ كن فيكون، مع الأخذ بالأسباب من قبل من وقفوا بإمكانياتهم الضعيفة أمام هذا الكيان، ولكنها والله كانت قوية بإرادة الله.

ما دوري في قضية فلسطين؟

إذا تيقنت أن هذا الشعب سينتصر لا محالة، فلماذا لا تختار لنفسك أن تكون إلى صفوفه؟، تحس بآلامه وتكون لينة في نصره، حتى يكتب الله لك أجر المجاهد، وأنت لم تغادر بيتك.

فالقضية هي قضيتنا جميعاً، دون النظر إلى الحدود التي صنعها المحتلون هم أيضاً في يوم من الأيام، لتكون تفرقة بين الشعوب الذين جمعتهم روابط الدين واللغة والدم.

واختاروا هم لأنفسهم اتحادات وكيانات واتفاقيات، رغم اختلاف أعراقهم، ولغاتهم، وديانتهم ومذاهبهم.

لتغرق أمتنا في الفرقة، ويكون كل مواطن في دولته آمناً، وإخوانه يقتلون بكل الطرق، وبمختلف الأشكال.

ولكن، على العاقلين من أبناء أمتنا أن يفهموا أن لهم دوراً في هذه القضية وأنا الله سائلنا عن إخواننا ماذا فعلنا لهم، حتى نكون إلى جوارهم.

ومن أهم ما يحتاج إليه إخواننا في غزة الآن، ما يلي:

المال

فهم بحاجة دائمة إلى ما يعينهم على الصمود في وجه هذا المحتل، فقد تركوا بيوتهم وأعمالهم، وافترشوا الأرض والتحفوا بالسماء، ولم يعد لهم إلا الله.

فواجبنا نحوهم الآن هو التبرع لنجدتهم، وإخراجهم مما هم فيه من بلاء عظيم لا تقوى معه الجبال الراسخات، إلا أن الله معهم وهو ناصرهم.

التطوع

وقف فلسطين فتح أمامك باب التطوع، لتجاهد بوقتك في خدمة أبناء شعبنا الفلسطيني، وتحديداً في غزة، فهناك برامج يقوم بها الوقف تحتاج إلى متطوعين في مختلف المجالات.

المقاطعة

مقاطعة بضائع الاحتلال والدول الداعمة له، هو أبسط ما يمكن تقديمه لإخواننا.

فكيف بك يا أخي تأكل وتشرب منتجات هذه الشركات، فيأخذون أموالك، يشتروا بها سلاحاً يقتلون به إخواننا، فماذا أنت قائل لربك يوم القيامة؟

ألا تستطيع أن تستغني عن بعض المنتجات والمطاعم، بينما إخوانك لا يجدون لقمة خبز، ومن تدعمهم يحاصرونهم ليل نهار، ليموت أطفال غزة من شدة الجوع.

والله حتى لو عشت حياة بدأية دون هذه المنتجات فلن تتأثر صحتك ولن يتعكر مزاجك، ولكن شراء هذه البضائع يقتلهم.

التحدث عنهم

نشر قضية فلسطين، والتحدث عن ما يحدث معهم هو أمر هام للغاية، فالإعلام البديل له تأثير بالغ في إيصال الصورة الحقيقية عن ما يحدث مع أهلنا في داخل فلسطين.

شارك المقالة:
×